رضوان: لم أجد عملًا مناسبًا فقط لأنّني مثليّ الجنس!

يتساءل رضوان عن الذّنب الّذي اقترفه حتى يهجره الجميع ويتركونه وحيدًا. فهل المثليّة هي جريمة؟ 

يتمنّى الحصول على إجابات عن عدّة أسئلة يطرحها على نفسه، بعدما تغيّرت حياته رأسًا على عقب، بمجرّد كشفه عن توجهّه الجنسيّ.

رضوان (ثلاثون عاماً) هرب من ويلات الحرب السوريّة، ونزح مع عائلته وزوجته وولديهما إلى لبنان. 

 استقرّ الجميع في إحدى القرى اللبنانيّة، على أمل التأقلم مع الظّروف الّتي فُرضت عليه، ووجد نفسه المعيل الوحيد للعائلة.

إلّا أنّ المعيل الّذي تكفّل بالعائلة تبرّأت منه الأخيرة بعدما كشف توجّهه الجنسيّ وتأكدّ أنّه مثليّ ولا يستطيع أن يكون غير ذلك.

لم يسلم رضوان حتّى من أقرب الناس إليه، فكان يتعرّض لتحرّش جنسيّ باستمرار من قبل عمّه منذ السنّ العاشرة حتى السنّ الخامسة عشرة. اعتاد رضوان على هذا الأمر، حتى قرّر عمّه الزواج وعدم الاقتراب منه.

اضطرّ هو أيضًا للزواج في السن الخامسة عشرة ومحاولة بدء حياة جديدة. كان رضوان يشعر بأنّه مثليّ قبل الزواج، لكنّه حاول إقناع  نفسه بأنّ الزواج سيغيّره ويستطيع أن يؤسّس عائلة. فعاش مع زوجته الّتي أنجبت له طفلين.

كان يتصرّف بشكل طبيعيّ أمام الجميع ولم يكن من السهل اكتشاف حقيقة ميوله. لكن بعد فترة، لم يعد بوسعه إخفاء الأمر عن أحد، فبدأ يتصرّف بغرابة فشكّك والده بأمره إلى أن صارحه رضوان بالحقيقة.

لم يتقبّل الوالد الأمر، وقرّر فورًا التبرّؤ من ابنه. أمّا زوجته فهجرته على الفور وعادت إلى سوريا تاركة له الولدين.

اليوم يتكفّل والدا رضوان بتربية ابنيه.  

بحث رضوان عن عمل ولم ينجح في مهمّته. كونه مثليّ الجنس، فإن احتمال إيجاده لعمل مناسب كان صعبًا!

وجد بؤرة حيث بإمكانه أن يعمل مقابل راتب شهريّ بسيط. لكنّ الرّاتب لا يكفيه لدفع بدل الإيجار، فكان الحلّ الوحيد أمامه، الاستعانة بخمّ للدّجاج بالقرب من البؤرة لينام فيه. ربما هناك لن يتعرّض لأيّ نوع من النّبذ أو التّشهير أو التّمييز! قام بتنظيفه جيّدًا وأحضر فرشة لينام عليها. أمّا قوته اليوميّ فعبارة عن رغيف خبز وبعض الخضار تكفيه لسدّ الشهيّة.

لم يجد رضوان أمامه أيّ خيار ثانٍ. يشعر بحزن شديد تجاه تبرؤ والده منه. يحنّ دائمًا إلى ولديه. يؤكّد أنّه يتمنّى أن يسافر إلى بلد آخر ويأخذهما معه. يحلم بالسفر إلى بلد يحترم حقوق المثليّة ويستطيع فيه إيجاد عمل مناسب يحترم حقوقه ويحميها، بلد لا يعتبر المثليّة جريمة بل حريّة شخصيّة!

“موضوع السفر هو أشبه بحلم بالنسبة إليّ!

وحده القدر سينقذني من واقع حياتي الحالي .محروم من طفليّ، وعاجز عن اتّخاذ أيّ خطوة تساهم في تحسين ظروفي أو إيجاد عمل يحفظ لي كرامتي وحقوقي! عمل يمكنني من خلاله أن أعيش بكرامة فأستطيع أن أتناول الطعام، أن أشتري الملابس، أن يكون لي مكان أسكن فيه مثل أيّ شخص آخر.

“حالياً، ليس لدي سوى خمّ الدجاج ليأويني، على أمل النّظر إلى حالتي وعدم الإجحاف بقضيّتي”.

تم نشر هذه القصة كجزء من مشروع “تعزيز شمولية أفراد مجتمع الميم في أماكن العمل في لبنان”، المموّل من قبل الاتحاد الأوروبي، والتي تنفذه جمعية العناية الصحية بالشراكة مع ACTED.  

Leave A Comment

Your Comment
All comments are held for moderation.